هل تغني بداية الجملة عن نهايتها ..؟!
بقلم || جابر بن عبدالعزيز المقبل
هذه الصورة أسفل كلماتي تحمل جملة ربما ذكرت لنا كثيراً .. هي من ذاك النوع الذي حين تسمع أوله تعرف كل مايليه .. لذا تكتفي بأول كلمة – غالبا – وتقفز الباقي ،،
للأسف لا أنا ولا انتم نستطيع الاكتفاء بالكلمة الأولى في اللغة اليابانية.. فنضطر إلى وضع أيدينا تحت ذقوننا بانتظار انتهاء المتحدث .. لم ..؟
بترجمة كلمات الصورة يتضح السر .. فجملتها هي ( السعادة .. أتمناها .. لك ) فأنت حين تسمع أول كلمة ( السعادة ) حسناً أي سعادة ، ( السعادة أتمناها .. ) السعادة يتمناها لنفسه أو لي .. أو لمن .. حتى تكتمل الجملة ( السعادة أتمناها لك .. ) .. وقس عليها أي جملة أخرى في ذي اللغة .. كأخرى نجدها في بعض الحدائق تقول ( الدراجة و الكرة ، اللعب بها هنا ، ممنوع ) ..! جميعنا نحب أن نتحدث وحين نتكلم نحس أن كلامنا هو الذهب المذاب الذي تتسابق آذان الناس كي تحظى بسماعه .. ولاتكتمل سعادتنا إلا حين نرى من حولنا قد أنصتوا وبان عليهم الاهتمام ..
أما حين يتحدث شخص أمامنا فنحن نرى أن حديثه مجرد ( كماليات ) نحن نعرفها ونعيها ولانحتاج إلى الإصغاء إليها لذا تشاهد نفسك لاشعوريا تترك لأصابعك حريتها أن تعبث بأي شيء حولها وتسمح لعينيك أن تجول بعيدا عن عيني محدثك وقد يصل الأمر إلى مقاطعتك إياه بكلمات فحواها ( نعم نعم لكن ألم أخبرك أنا عن …! )
ياترى هل فكرنا يوما في شعور من يقابلنا تجاه تصرفاتنا هذه ..؟أم انه لايحس بأي شيء بل ويفرح أن نقاطعه ليسعد هو بحديثنا الذي نراه نحن شيقا ..!
كلنا بلا استثناء نسعد جدا حين نرى من حولنا يصغي إلينا .. يرهف السمع ويتفاعل مع حديثنا .. لاشي حقا يفرحنا أكثر من شعورنا بأننا سيطرنا على أسماع مقابلنا حتى ماعاد يجد المتعة إلا في كلماتنا.
لكن هل فكرنا يوما .. أيرى الآخرون أن لكلامهم نفس الأهمية التي نمنحها نحن لما لدينا .. أم نتوقع أننا نحن المصطفون في ذي الدنيا ليكون كلامنا درر منثورة وكلام غيرنا مثل أي شيء عادي ..
لاشك بأننا نفضل أشخاصا على آخرين .. ولو بحثنا بعدسة مكبرة عن سر تفضيلنا لهم دون غيرهم سنجد أسباب كثيرة .. واحد من أهمها إصغاءهم لما نقول باهتمام ..
وسنجد احد أسباب اهتمامهم هم بنا مانمنحه لهم من اصغاء ..
إذا هي صفة مجمع على حبها من الجميع .. ولها خاصية غريبة إذ أنها تمتلك لاصقا عجيبا تجمع به بين قلوب من يستعملوها بالشكل الصحيح لتقوي علاقاتهم بكافة أنواعها ..
الاستماع .. الإصغاء !!هل بينهما أي فرق ..؟الاستماع هو أن تسمح لكلام من حولك بدخول أُذنك.
أما الإصغاء فيعني تفاعلك وإدخالك لكل حواسك لتشارك في ذي العملية
أخيرا معي وصفة طبية مضمونة النتيجة ، تحولك إلى منصت جيد ..!!
أول مكون في تلك الوصفة هو رغبتك الحقيقية في الاستماع ، حتى وإن لم تجدها فما أجمل أن تصنع رغبة شبيهة لها تعطيك دافعية للاستماع ، تدفعك أن تشعره باهتمامك بما يقوله حتى ولو كنت قد حفظته من كثرة ماردده ..
ثم اقبل على المتحدث بكل جوارحك ، ما أروع أن تشارك تعابير وجهك المتحدث حديثه ، أن تتفاعل أطرافك مع كلماته ..
أشعره بأنك قد فهمت مايقول ، بتلخيص جمله بعد أن ينهيها ، إكمال بعض عباراته ..
رائع أن تهز رأسك .. وان تصدر بعض الكلمات التي تحث من أمامك على الاستمرار ..
نوع نبرات صوتك لتناسب الموضوع الذي يتحدث عنه صاحبك ..
أخيراً لأختصر لك هذه الوصفة ووصفات أخرى كثيرة .. طبق ماتحب أن يطبقه الناس لك وأنت تتحدث ..
همسة ..
يقول عطاء ابن أبي رباح :
إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له ، كأني لم أسمعه .. وقد سمعته قبل أن يولد ..
بقلم || جابر بن عبدالعزيز المقبل
منقوووول من بريدي